Wednesday 10 June 2015

النصرانية والمنطق



بسم الله الرحمن الرحيم 



الجزء الأول

الصلب

(محكمة بيلاطس)




تدّعي النصاري إنها علي حق وإن كتابهم ينطق بالحق.

والمنطق يقولُ غير ذالك........

سوف نأخذ أهم مواضيع الكتاب الذي يدّعون إنه الإنجيل، وهو موضوع الصلب.

سوف نبدأ بمحكمة بيلاطس.

قبض الروم علي رسول الله عيسي إبن مريم عليه السلام بعد شكاوي قُدّمة ضده من اليهود بأنه يدّعي أنه نبي ويحرّض ضد الأمبراطورية الرومانية.

في نفس الوقت كان الرومان قد ألقوا القبض علي شخص يُدعي يسوع باراباس(يسوع أبن الأب) بتهمة التمرد وتحريض العبيد(اليهود) وكان قد قام بقتل عدد من الضباط الرومان والنهب والتخريب.

وقبل أن يأتي اليهود بعيسي عليه السلام، تلقّي بيلاطس رسالة من زوجته ريبيكا والتي كان يكن لها الحب والتقدير والتي لُقّبة فيما بعد بالقديسة ريبيكا، تقول له إني رأيت في المنام رجل صالح يأتيك وهو مظلوم فحفظهُ ففي هلاكه هلاكنا.

لقد كان بيلاطس من رجالات روما وفي منصب حساس ومنطقة حساسة، فلابد أنه كان يحمل الصفات الّازمة من حكمة وفطنة وشجاعة وولاء يؤهلهُ لهذا المنصب.

دخل عيسي عليه السلام علي بيلاطس وبمجرد أن رائه علِمَ أنه رجل مبارك. فللأنبياء نورُهم الظاهر، وتأكد من رؤية زوجته.

الرواية في كتاب النصاري تقول أن اليهود ضيّقوا علي بيلاطس، فخشي بيلاطس من أن يُحدث اليهود ثورة، فغسل يده من هذا الأمر وقال إن دمِه في رقابكم، فقالت اليهود نعم دمه في رقابنا وكَّررُ ذالك، وخيّرهم بين عيسي المسيح عليه السلام وعيسي براباس، فختارت اليهود إطلاق سراح براباس.

هذا ماتقول كتب النصاري ولكن المنطق يقول غير ذالك. لقد كانت اليهود في ذالك العهد عبيد أذِلّة يُصفعون علي وجوههم صفعة الذل علي الخد الأيمن.

(إذا صفعك أحد على خدّك الأيمن فأدر له خدك الأيسر)

الصفع علي الخد الأيمن بظهر اليد اليمنة وهذه صفعة الأسياد للعبيد. فما كانا بيلاطس ليخشي من العبيد المقهورين. ولو كان اليهود يقدرون علي التمرد والثورة علي الروم لفعلوا ذالك قبل عيسي عليه السلام وما مكثوا في العبودية والذل.

وكيف لبيلاطس أن يضحي بزوجته وأهله من أجل صرخات العبيد ولو أمره قيصر ما فعل.

وكيف يخيرهم بيلاطس بترك الإرهابي المطلوب من روما نفسها، كأنك تقول لمّا أمريكا قبضت علي بن لادن جاءَ العرب وقالوا لهم خذوا في مكانه رجل غير مطلوب من أمريكيا وبرئ واطلقوا صراح بن لادن، فهل كان الحاكم الأمريكي ليترك بن لادن مقابل ذالك الرجل وهو يعلم إنه بريئ وهل يملك الحاكم تلك الصلاحيات؟ طبعاً لا، حتي أوباما لا يملك ذالك، ولا حتي قيصر الروم نفسه في ذالك الحين لم يكن يملك أن يشفع في عدو لروما.

وكيف لليهود أن يقولوا إن دمه في رقابهم؟! لماذا سلّموه للروم إذاً؟

لقد سلّموه للروم ولم يقتلوه خشيت دمه، خشيت أن يكون نبي، فكيف يصرخُ بصوت واحد متفقين أنّ دمه في رقابهم؟! هذا تناقض.

يقول المنطق إن الذي حدث هو إن عيسي براباس كان شبيه عيسي عليه السلام إسماً وشكلاً (هذا مذكور في كتابهم) وقد لاحظ بيلاطس التشابه فخبّأَ بيلاطس عيسي عليه السلام في حديقة من حدائقه متنكر في زيّ جنايني، ولم يفعل ذالك خشيت اليهود ولكن خشي علي عيسي عليه السلام منهم. وعذّب الرومان براباس لإنهم كانوا حاقدين عليه لما فعل فيهم، لقد عذّبوه حتي إمتلاء وجههُ وجسده بالدماء و وضعوا علي رأسه إكليل الشوك فظنّا اليهود أنّهُ المسيح، وهكذا زاد الدم والكدمات من عملية الإشتباه، ولو كان حقاً عيسي عليه السلام لما ضربهُ الروم كل هذا الضرب وأهانوه كل هذه الإهانات وهم يعلمون إنهُ برئ وقد حكموا عليه رغماً لإرضاء اليهود.

ونعتا الرومان براباس بملك اليهود لأنه كان يطلب الملك علي اليهود ولم يطلب عيسي عليه السلام الملك.

لقد شاهدة أمّهُ مريم عليها السلام الصلب فعلمت إنه ليس إبنها، فربما رجعت الي بيلاطس وهو من دلّها علي مكانه بالحديقة حيثُ وجدته متنكر في زي جنايني فلم تعرفه حتي عرّفها هو بنفسه.

بسم الله الرحمان الرحيم

(فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا )

لقد أكد الله ذالك التشابه في القرأن (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ )

لم يكن براباس لص كما إعتبرهُ أعدائه الرومان، بل كان بطل مؤمن ثائر يقاتل العدو الكافر المحتل ولقد كرّمه الله بأن قُتل شهيداً علي الصليب مع إثنين من رفاقه والذين وجّهت لهم نفس التهمة، وكرّمه مرّة أخري بأن كان فداءً لنبي الله.

النصاري اليوم تعبد الصليب وبراباس(إبن الأب) فختلط عليهم الأمر فظنّوا أن الإبن هو عيسي عليه السلام والأب هو الله، تعالي عمّا يصفون.

يقول الكتاب أن عيسي عليه السلام تم القبض عليه الساعة الواحدة بعد منتصف اليل من يوم الجمعة و تم صلبه بعد ثمان ساعات من القبض عليه، بعد أن مثل أمام 6 محاكم وحُكّام، أحدهم كان الحاكم اليهودي هيرودوس المنسوب إليه قتل يحي عليه السلام، ومثل أمام الحاكم بيلاطس الساعة السادسة صباحاً وصلب الساعة التاسعة صباحاً ومات الساعة الثالثة بعد الظهر. هذا القول لا يقبله المنطق، لنفرض أن ساعات العمل والدوام في ذالك العصر كانت تبدأ الساعة السابعة صباحاً، إذاً جميع المحاكم المذكورة كانت قبل الدوام والناس نيام حتي بيلاطس وهيرودوس كانوا نيام،ثم إنه من المستحيل المثول أمام 6 محاكم في خمس ساعات من ساعة القبض عليه والتي كانت الواحدة ليلاً الي أخر محكمة وهي محكمة بيلاطس والتي كانت الساعة السادسة صباحاً، ثم لا أحد يموت صلباً في 6 ساعات، علي الأقل ثلاثة أيام أو يومين. وهذا دليل آخر علي إن رواية صلب المسيح عليه السلام هي إختلاق وتلفيق. والله الهادي الي سواء السبيل.

(الكتاب المقدس خليط بين حق وباطل، بعضه صحيح من الله وأكثره تلفيق من البشر)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 السلام عليكم
حرب التتار -ملوك حرب التتار
http://mtatar.com/ts6/register.php?ref=80
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ