Sunday 1 February 2015

القتال في الإسلام



بسم الله الرحمن الرحيم

لم يأمر سبحانه وتعالي بقتل الناس ولو كانوا كفّاراً ألا دفاعاً فكيف وهم مسلمين؟!!.. يقول تعالي ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّام اللَّه لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (أي أغفروا لهم كفرهم والله يجازيهم علي ما كسبُ بكفرهم في الدنيا والآخرة.

(وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ، فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (

) خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (

ويقول في النصارى ( ودَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

وقال تعالي ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور) نصبر علي أذي ألسنتهم، فإذا قاتلونا قاتلناهم، ولا نبدأ نحن الحرب.

ويقول الله تعالي ) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(.

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)   هل يُقتلُ هؤلاء ؟

وقد قتل موسي عليه السلام كافرا وعدوا له، خطأً (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)  و عندما أوشك أن يقتل آخر، قال له  ( يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ)  ( وقتلت نفسا، فنجيناك من الغم وفتناك فتونا )

وقال الله تعالي  (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ) وهذا في أوقات الحرب المشروعة،  إذا أثخنتموهم فشدو الوثاق، أي أذا تمكنتم منهم فخذوهم أسري فإما أن تمنّوا عليهم بل حرية أو تطلبون فداء، هذا في الأسير الكافر، فكيف بل الأسير المؤمن المسلم.

و قولُ رسول الله صلي الله عليه و سلم (لا ، بل أستأني بهم لعل الله يُخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا) قالها في أهله و كانوا كفار.

إن جميع الآيات التي تأمر بقتال أهل الكتاب والمشركين والمنافقين هيا آيات نزلت في أثناء الحرب عليهم من بعد أن أذن الله للمسلمين بقتالهم دفاعاً، الله لم يبدأ القتال، هم الذين ابتدؤوه وليس كما يدّعي النصارى واليهود اليوم،  بأن الله يحرض علي قتل الناس في القرأن و إنّ الإسلام فُرضَ بقوة السلاح  وهذا كذب علي الله فلقد أمرنا الله أن نجنح للسلم إذا هم جنحوا لها واليوم نحن نحيا معهم في سلام و ليس هناك أي حرب مُعلنة علي الإسلام، إنما الحرب علي ألإرهاب،  القاعدة و طالبان و داعش وهم جزء من مخطط صهيوني لتشويه و جرِّ الأمّة الإسلامية للحرب ومن ثمَّ الهزيمة والاحتلال والنهب والذلّ، يُريدون أن تكون لهم حجة علينا أمام العالم ولكن كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله كما إنهم يريدون أن نضِلَّ كما ضلّوا هم، حسداً من عند أنفسهم من بعد أن تبين لهم الحق ولقد أعجزهم القرأن والحديث الشريف فأصبحوا ينتهجون أساليب أخري ملتوية للقضاء علي الإسلام،  فمثلاً  نحن نقول إنّ عبيد الله فتراهم يسّوقونا لنا الحريات الزائفة مثل تحرير الدولة من الدين و تحرير المرأة من الطاعة بأسم المساواة، و تحرير الرعيّة من سلطة ولي الأمر بأسم الديمقراطية، فا نُصبحُ في فوضه وضوضاء وفساد قيم وأخلاق مثلهم.

قال تعالي (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ، وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ، كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ)   هناك آيات تأمر بالعفو  وبالصفح وآيات تأمر بالقتل، فالذين لا يعرفون كتاب الله يقولون هذا الكتاب متناقض ولا يوجد تناقض في كلام الله ولكن لُكل حينٍ حال، فآيات القتال في حينِ الحرب وآيات الصفح في حين السلم و فضّل الله السلم علي الحرب.

قال تعالي (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيماً)
حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله  أخبرنا معمر  عن الزهري حدثني سالم  عن أبيه  أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا و لك الحمد.
فأنزل الله : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) و لقد لعنهم، ولم يذبحهم.
, وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم, خيرا العالمين،  ليس له من الأمر شئ، فهل يكون لكم أنتم؟  بل الأمرُ كلُّهُ لله.

ولم يقتل الرسول عليه الصلاة والسلام المنافقين في المدينة ولا ضيّق عليهم، ولقد صلي علي رأس النفاق عبد الله بن أبي سلول ومعظم آيات القتال كانت قد نزلت وكان يعرف جميع المنافقين في المدينة فرداً فرداَ وعندما فتحَ مكة قال للمشركين أذهبوا فأنتم الطلقاءُ.

)قلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)   وَقَوْله : ( لَسْت عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ) ( وما أنت عليهم بجبار، فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)  (إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)

)وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ) حرية الاختيار.
.
(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)

(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ, وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ, وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيم(

) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (

)فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين (

(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)

) إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق(

( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )
(ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما  )

وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله عز وجل. يقصد الرسول هنا بقوله (أمرت أن أقاتل الناس ) أي الناس الذين يقاتلونه و أما الذين لم يقاتلوه فقد كان يعاملهم بما أوصاه ربه (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(

لا أكراه في الدين,,,,, أأنت تُكره الناس حتى يكونُ مؤمنين,,,,, إنك لا تهدي من أحببت ولكنّا الله يهدي من يشاء.

وقال صلى الله عليه وسلم ( من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته ) رواه البخاري

وقال صلى الله عليه وسلم ( مَن حمل علينا السلاح فليس منا ) رواه البخاري ومسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رســــول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والمفارق لدينه التارك للجماعة ) رواه البخاري ومسلم .المفارق لدينه علاناً، مصرِّحاً ذالك وليس المؤمن الضال العاصي.

و قال صلى الله عليه وسلم: يجيء المقتول متعلقاً بقاتله يوم القيامة آخذاً رأسه بيده فيقول: يا رب! سل هذا فيم قتلني ؟ قال فيقول : قتلته لتكون العزة لفلان، قال : فإنها ليست له، بؤ بإثمه، قال: فيهوى في النار سبعين خريف، لايزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً. رواه البخاري.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ( ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً ) رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب.

) يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا (

كل نفس تقتُلها، تأتيك يوم القيامة أُمُّة، لأن النفس تتناسل وتتكاثر الي يوم القيامة. فعليك ما قطعت منها ولك ما وصلت.

( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (

( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما) الهدف والغاية هيا التوحيد .فإذا وحّد العبد ربه غفرا  له ما دون ذالك، كان النبي ومعاذ بن جبل رديفهِ على الرحل فقال: يا معاذ، قال لبيك رسول الله وسعديك، قال يا معاذ، قال لبيك رسول الله وسعديك، قال يا معاذ، قال لبيك رسول الله وسعديك، قال ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرّمه الله على النار، قال يا رسول الله، ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذن يتّكِلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثما.
والجنة درجات، التوحيد الصادق يدفع جهنم، لكنّهُ لا يدفعُ عذابَ القبر إن كان صاحبُها أَثمً وهؤلاء الذين ألزمهم الله كلمة التقوى(التوحيد) وهيا تَقيهم غضب الله وعذابه فالذين أمنوا بها حقاًً، تراهم يتّقون الله ويجتهدون في ذالك (الجهاد الأعظم) هؤلاء يرحمهم الله ويغفر لهم ما علِقَ بهم من ذنوب ولو قتلوا و زنوا و سرقوا ( البشر غير معصوم)  وأمّا الذين يحملونها وقلوبهم منها مرتابة، فلا يخافون الله ولا يتّقونه، هؤلاء لا حظ لهم منها، لكن هذا لا يُوجِِبُ قتلهم.

أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا )


الله يهدي من يشاء من عباده إلي الحق، وهل من المنطق عبداً كان ضالاً فهداه الله  فيقتل عبد أخر ضالاً ظلماً وعدواناً، أولم يكن هو أيضا مثله فمنّا الله عليه وهداه، المؤمن البارُّ حقا يرجو ويتمني للغافلين عن الحق الهداية والخير والنجاة من عذاب الله لِما إرتقي إليه من حكمة وفطنة ورشاد ومكارم أخلاق فتراهُ يجود بالخير ذهاباً و إياباَ و علي الأرض يمشي هوناً واحتشما وإذا خاطبهُ الجاهلون قال سلاما و يرجو رحمة ربه ويخشي عذابه وإذا نظرا إليه إنسان سكِنت له نفسه وطمئن قلبه وتبسّم له،  وعند البأس ولقاء العدو صار بقوة عشر مقبلاً لا مُُدبراً، شوقاً منه للقاء ربه ويجادل عن الله  بالحكمة والموعظة ويدفع بالحسنة السيئة، أولئك هم الأبرار حقا وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في وصف البِِرِّ.
البرُّ ما سكنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس، ولا يطمئن إليه القلب، وإن أفتاك المفتون، وهذا أيضا إسناد جيد، وعبد الله بن العلاء بن زبر ثقة مشهور، وخرجه البخاري، ومسلم بن مشكم ثقة مشهور أيضا .
فإذا هداك الله، لا تتكبر علي الذين لم يهديهم. فالهدي هدي الله، وما تشاءون إلا أن يشاء الله، والأعمال بخواتمها، قد يختم عاصي أو كافر بخير فلا تعجلوا علي الناس.

( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ, وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير).

(وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا)

فهل أمّة الإسلام أمّة تجبّر وغرور وأنانية ؟!!

(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا، إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا، وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا، وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا)

لقد بعث الله رسوله بعلم ونور بيّن ورحمة للعالمين ولم يبعثه لقهر وقتل العباد وإنّما  ليُخرجهم بهذا النور من ظلمات الجهل والكفر ولأنَّ في ذالك الزمن الناس كانوا في جهل فلم يُدرك جُلّتهُم عظمة هذا العلم فتصدّوا له وهكذا أضطر الإسلام للرد عليهم بالمثل، دفاعاً  ولكن هذا العهد هو عهد علم وتطور وتحظّر، هذا زمن المعلوماتية ومع إن عالم اليوم قد تفوق في علم المادّيات ألا إنه يفتقر بشدة إلي علم الروحانية وهو أهم العلوم وأجمعها والعلم المادي بدون العلم الروحي، هو كالجسد بدون روح، العلم الروحاني يذلّل العلم المادي تذليلَ، كما أذلّ الله المادة فأخضعها وكما ذلّلت الأرواح الأجساد لخدمتها، نحن نملك العلم الأعظم المقدس الذي به ينعدلُ العالم كلّه وهو طوق نجاة في الدنيا والآخِرة (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) إذا كنّا في متاهة وأنا بصير وأنت أعمي، فمن يتبع الأخر؟!  رغم كُلِّ علومهم، ترى اعتقادُهم هواء واقتصادهم في انهيار و أخلاقهم في عدم، نسائهم ناشِزات أشباه الرجال ورجالهم أذِلّة أشباهَ النِساء  وبأسهم بينهم شديد وشرهم مستطير،  نحن نحترم ما توصلوا أليه من علوم مادية قد أخذوا قواعدها منّا ونحن لسنا همج أو بربر حتى ننكر هذا العلم و ندمره بتدميرهم .

وأما بالنسبة للخلافة الإسلامية المنتظرا( وهي خلافة علي منهاج النبوة ) علي ما بلغنا لن تخرج الخلافة من الشام ولا العراق، بل يخرج منهما الدجال و عيسي عليه السلام ويخرجُ السفياني من الشام إن صحّ .

والخليفة المنتظر (المهدي) يكون من نسلِ الرسول عليه الصلاة السلام ويقيم الخلافة بنفس الطريقة والأسلوب الذي أنتهجهُ جدّهُ عليه الصلاة السلام (الحكمةلَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ ولا صخّاب  ولا فحّاش و يهديه الله في ليلة و يُأتيهِ من ميراث الأنبياءَ، الحكمة وفصل الخطاب ولواء الفتح والنصر علي الأعداء ويحكم الأرض فيملؤها عدلاً وقِسطاً كما مُلئت ظلماً وجورا.
أنتم مُسائلون أمام الله عن الأمانة التي حملتموها (الأرض والسماء و ما حمِلتا ) لقد كتب الله علي نفسه الرحمة وقال رحمتي تغلبُ غضبي والله يكره الظلم والعدوان ولا يحب كل معتدٍ مُختالاً فخور، فكيف يرضاهُ لنا أو يقبلها منّا؟ لقد بعث الله مبشّرين ومنذرين لعبادهِ وجعل لهم ميعاد لن يخلفوه ولو عمّرو ألفَ عام، ثم يفتح الله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، فلا تستعجلوا الله في عباده فالله سبحانه لا يأبي بالزمن وهو خلق من خلقه  و يسري عليكم لا عليه.

هل كُنّا خير أمّة أُخُرجت للناس بقتل الناس؟! هل دولة قامت علي القمع والظلم والذبح والترويع، تملأ الأرض عدلاً وقِسطاً؟! إنَّ الأرض وما عليها (الأمانة) هيا اليوم تحتضر وبحاجة لأمّة تُحييها لا أن تقضي عليها وهناك أُمم ضالّة تريد من يهديها لا أن يذبحها ويشرّدها..

أين الإحسان ؟   أين مكارم الأخلاق ؟    أين العدل ؟   أين الحق؟

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

لِما لم يقتل رسول الله صلي الله عليه و سلم جارهُ اليهودي المؤذي و أحسن إليه؟! لأنَّ ربّه ُ ربّاهُ وعلّمه مكارم الأخلاق وأرفع  وأرقي  وأقدس معاني الإنسانية.

نحن أُمّة تبليغ وإرشاد وإصلاح ونحن علي باقي الأمم شهود لا حاسبين. هذا الأمر سوف يجر عليكم غضبَ الله وسخطِه وسوء الخاتمة ويجر علي هذه الأمّة ويلات الحروب وظُلُمات الموت والجهل والجوع، لو إن هذه المجهودات العملاقة والمصاريف الباهظة والأنفس التي أُزهقت لتأسيس دولة داعش، أُُنفقت علي أعمال الخير والصالحات ونفع العباد باسم الخلافة الإسلامية، لكنا بايعنا وهللنا وحضنّا وقبّلنا، خاصةًًً ألان وقد تحرّرناُ من قيود القمع والاستبداد والأمر باتا بأيدينا  ونحن في أمسِّ الحاجة إلي دولةِ رحمة ورشاد.

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ, وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)

لقد حذّر رسول الله صلي الله عليه وسلم من فتن آخر الزمان وإنه لن ينجي منها إلا قلّة من المؤمنين فحذرُ.

)  وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ(

اللهم اهدي العباد، وأصلح البلاد،  ورفع عن أمّة الإسلام الهون والهرَج والشتات و الاختلاف والجهل والفقر وحب الدنيا  ومكر الأعداء وأظهر الدين وأرثنا الأرض كما وعدت وصلي وسلم وبارك علي من بعثت رحمة للأنام محمد خاتم المرسلين والأنبياء وعلي آله وصحبه الطاهرين الأبرار و أخر دعونا أن الحمد الله رب العالمين......